إن بين الثقة بالنفس وغرور الذات شعره، فمن وزنها فقد عرف كيف يضع الأمور في نصابها الصحيح، وإن الإنسان في هذه الحياة بين الثقة بالنفس وبين عدمها وبين الغرور وعدمه يدور في دوامه، فكيف يستطيع الإنسان أن يكون واثقا من نفسه دون غرور وكيف يبتعد عن الغرور مع ثقته بنفسه، إن من أهم الأمور التي تدل على الثقة بالنفس هو قيامك بالعمل الصحيح في الوقت الصحيح بالطريقة الصحيحة، أما الغرور فهو قيامك بعمل -تظنه صحيحا- في وقت -تظنه صحيحا- بطريقة -تظنها صحيحة- فكيف تنقذ نفسك من هذا الغرور دون أن تُتْبع نفسك الأذى؟

إن كثيرا من الناس يقع في الغرور لرفضه الآخر جملة وتفصيلا، وقاعدته في الحياة -لا أريكم إلا ما أرى- لقد جُبِل الإنسان على السماع والأخذ بالرأي والمشورة ممن يثق بهم، ولكن ماذا لو كان من تثق به غير ناصح لك؟

وماذا لو أعطاك النصيحة شخصا لا تثق به بل ربما تخشاه؟ هل تتقبلها؟ أم غرورك بذاتك يجعلك ترفض ذلك وتحمله على وجه غير الوجه المراد!

إن من آفات الغرور بالذات أن يعتقد المغرور أن كل صيحة عليه! وأن كل ما ضرب حصى بـ حصى فهو المقصود والمراد بذلك!

غرور الذات هو أخ الكبر الذي حذرنا منه الإسلام وهو بوابة له، وفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور بذاتك.